منتديات القدس الإسلامية
تفسير سورة يس الجزء 2 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا تفسير سورة يس الجزء 2 829894
ادارة المنتدي تفسير سورة يس الجزء 2 103798
منتديات القدس الإسلامية
تفسير سورة يس الجزء 2 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا تفسير سورة يس الجزء 2 829894
ادارة المنتدي تفسير سورة يس الجزء 2 103798
منتديات القدس الإسلامية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات القدس الإسلامية


 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 تفسير سورة يس الجزء 2

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
زائر
زائر
Anonymous



تفسير سورة يس الجزء 2 Empty
مُساهمةموضوع: تفسير سورة يس الجزء 2   تفسير سورة يس الجزء 2 Emptyالثلاثاء سبتمبر 22, 2009 8:39 am

الدرس "02 / 07" من تفسير سورة يس (036) : الآيات 13 – 32 : لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي




بسم الله الرحمن الرحيم



الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين . اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما . وأرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه ، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.
أيها الأخوة الأكارم : مع الدرس الثاني من سورة يس ، في الدرس الماضي وصلنا إلى قوله تعالى :
" واضرب لهم مثلاً أصحاب القرية إذ جاءها المرسلون(13) " .
أيها الأخوة : في القرآن الكريم ترابط تسلسل ، كل آية تفضي إلى أختها، آيات السورة الواحدة يأخذ بعضها برقاب بعض ، ومن قدر الله له أن يفهم السورة الواحدة كوحدة مترابطة متسلسلة ، فهذا من نعم الله عليه، في الدرس الماضي بينت لكم أن الله سبحانه وتعالى أرسل الأنبياء وأرسل المرسلين ومعهم الحق ومعهم الكتاب ، لينذروا قوما كالذي انذر آباءهم من قبل .
وبيّنت لكم أيضا أن الذي يرفض رسالة الرسل يُقَيَّدُ بقيدٍ، فإمَّا أن تؤمن بالحق ، أو أن تتبع الهوى ، ليس هناك حالة بين حالتين ، إما أن تكون مع الحق أو مع الباطل ، مع العقل أو مع الشهوة ، مع الآخرة أو مع الدنيا ، فإن لم تكن مع الآخرة فأنت مع الدنيا ، إن لم تكن مع الحق فأنت مع الباطل ، إن لم تكن مع العقل فإنك مع الشهوة .
فالإنسان حينما يرفض رسالة الرسل ، تستحكم الشهوة في نفسه ومن تستحكم الشهوة في نفسه ، يصبح مغلول اليدين ، أعمى البصيرة ، سَدٌّ أمامه وسَدٌّ من خلفه ، محجوب عن سعادة الدنيا ومحجوب عن سعادة الآخرة ، لايرى الحقائق ، مغلولة يداه ، هذا وضع مَنْ يرفض رسالة الرسل ، أما الآيات الآن تتكلم عن من يتِّبع هذه الرسالة
" إنمَّا تنذر من اتبع الذكر وخشي الرحمن بالغيب فبشره بمغفرة وأجر كريم(11) "
وإن لم يتبِّع الإنسان هذه الرسالة ، تعمى بصيرته ، وتقيد يداه ، ويصبح محجوبا عن سعادة الدنيا وعن سعادة الآخرة . بعد أن بين الله لنا نتائج مَنْ يَقْبَل رسالات الله ومن يرفضها ، ضرب لنا أمثلة واقعية ، ربنا عز وجل يقول يا محمد : " واضرب لهم " من هم ؟ كفار قريش الذين بُعِثَ النبي إليهم .
" واضرب لهم " يعني الإنسان أحيانا إما أن يفهم بالأفكار وإما أن يفهم الحوادث ، يعني مثلا هناك من يقرأ مقالات عديدة عن مضار التدخين وهو يدخن إلى أن يرى قريبا له أصيب بسرطان في رئتيه أو بجلطة في دمه أو بأزمة صحية ضارية عندئذ يرعوي ، فالإنسان كلما كان أكثر عقلا وأكثر ذكاءً يتعظ بالفكر فقط ، قد تقرأ مقالة عن مضار شيء ، هذه المقالة تكفي أن تتعظ بها ، وأن تدع هذا الشيء ، لكن هناك أناس أقل مستوى من هؤلاء لا يتعظون إلا بالوقائع ، إلى أن يمر بتجربة مريرة ، إلى أن يمر بخبرة مؤلمة ، إلى أن يدفع الثمن باهظا ، عندئذ يقول : إن الله حق ، وإن الربا محرم وإن الله يدمر المرابي، الإنسان العاقل يخاف بفكره، وكلما نقص عقله خاف بعينيه ، أقل درجات الإنسان عقلاً : مَنْ يخاف بعينيه وأعظمها رفعة من يخاف بفكره .
فربنا عز وجل بين هذه الرسالات وبَيَّنَ بشكل نظري مصيرَ مَنْ يرفضها ، مِنْ غِلٍ في يديه ، وعمىً في بصيرته ، وحَجْبٍ عن سعادة الدنيا وعن سعادة الآخرة ، ومن لم يفهم بشكل نظري ... من لا يفهم إلا بالتطبيق العملي!! إليكم هذه القصة : ربنا عز وجل قال "واضرب لهم مثلا أصحاب القرية " ، الآن في سؤال ؟أية قرية هذه ؟ من هم أصحاب القرية؟ من هم القوم الذين كانوا أصحاب هذه القرية ؟ لِمَ لَمْ يذكر ربنا جل جلاله اسم هذه القرية ؟ لِمَ لَمْ يذكر موقعها ؟ لِمَ لَمْ يذكر أصحابها ؟ هنا السؤال .
قال بعضهم : إذا أبهم القرآن شيئاً فلا تبحث عن تعريفه ، إذا أغفل الله اسم القرية إياك أن تبحث عن اسمها ، لأن لله حكمة بالغة في إغفال اسم أهل القرية ، لأنه لو ذكر اسم القرية وموقعها وزمانها ومكانها واسم أصحابها، وأعطاك التفاصيل ، ما الذي يحدث؟ تظن أن هذه قصة وقعت مرة واحدة ، أما حينما يغفل الله اسم القرية واسم أصحابها واسم الزمان والمكان والتفاصيل ، أراد أن يجعلها نموذجا متكررا ، يعني إذا أنت بحثت عن اسم القرية واسم أصحابها وعن زمانها وعن مكانها ، كأنك تفسد على الله حكمته، قف عند الآيات الكريمة ولا تحاول أن تبحث عن شيء أغفله الله ، لماذا؟ لأنك يمكن أن تأخذ الموعظة البالغة من الآيات من دون أن تعرف اسم القرية ، هذا هو الموضوع . أنا مرة عبّرت عنه بِمَثَلٍ : أستاذ في الجامعة في كلية التجارة ، أراد أن يبين لطلابه عوامل نجاح التجارة ، فقال : لي صديق اشترى محلا في موقع مزدحم ، أول بند الازدحام ، كما قال عليه الصلاة والسلام : " ابتغوا الرزق عند تزاحم الأقدام ".
وتعامل بالبضاعة الأساسية في حياة الإنسان ، وانتقاها من أجود الأنواع ، وكان سعره معتدلا ، وعاملَ الزبائن معاملة لطيفة ، فربح أرباحا جيدة ، واشترى بيتا وتزوج وعاش حياة جيدة ، أي أراد أستاذ الجامعة أن يبيّن لطلابه عوامل نجاح التجارة ، الموقع ، نوع البضاعة ، مستوى البضاعة، السعر ، المعاملة الطيبة ، وأنه ما باع دَيْنَاً. فقال له طالب: هذا القريب يا أستاذ ما اسمه ؟ وهذا القريب ما لونه ؟ أبيض أم أسمر طويل أم قصير ؟ هذه التفاصيل لا علاقة لها بمغزى القصة ، الأستاذ أراد من هذه القصة أن يعطي الطلاب عوامل نجاح التجارة ، فجاء الطالب ووجه الأستاذ أو سأل الأستاذ عن اسم هذا التاجر وعن عِرْقِهِ ، وعن لونه وعن صفاته ، وعن بيته . وكل هذه التفاصيل لا علاقة لها إطلاقا بمغرى هذه القصة .
فترى البعض قد أجهد في البحث، أية قرية هذه ؟ قالوا إنطاكية ، من هم أصحاب القرية ؟ قوم فلان ، من هم المرسلون ؟ قال فلان أو فلان دخلت في متاهة طويلة لانهاية لها وأنت في غنى عنها ، لأن الله أغفلها ، وكان من الممكن أن يذكرها ، وقد قال في آيات أخرى :
ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل
(سورة الفيل : الآية 1)
وثمود الذين جابوا الصخر بالواد وفرعون ذي الأوتاد
إذاً : في آيات أخرى ذكر الاسم ، إذاً فالأدب مع الله عز وجل أنه إذا أغفل تفاصيل ، جزئيات ، أسماء أماكن ، أزمنة ، فيجب أن تتجه لا إلى هذه التفاصيل ، بل إلى المغزى الكامن من وراء هذه القصة .
في هذه القصة مغزى عظيم ، ودلالات كبيرة جدا يمكن أن تضع يدك عليها من دون أن تفهم التفاصيل التي لو ذكرت لانقلبت القصة من قانون إلى حدث تاريخي وقع ولن يقع مرة ثانية، الله عز وجل لا يريد أن يقول لكم هذه قصة تاريخية وقعت ولن تقع ... لو قلت لكم أن فلان ابن فلان أمه فلانة بيته في المكان الفلاني طوله كذا لونه فعل كذا وكذا فلقي النتائج التالية هذه التفاصيل ، لو بالغت في ذكرها ، لغفلنا عن الحكمة أما أي طالب يدرس ينجح ، قانون !،
لذلك ربنا عز وجل إذا ذكر لنا أحداثاً وقصصاً وأشخاصاً وأقواماً ، القصد المغزى ، الحقيقة القصد أن تنقلب هذه القصة إلى نموذج متكرر ، إلى سنة من سنن الله عز وجل، إلى قاعدة ، إذاً إذا أغفل الله شيئا لا تبحث عنه ، إذا سكت الله عن شيء فاسكت عنه ، وابحث عن المغزى الذي أراده الله عز وجل ، هذا الذي يدعوني أن أُعْرِضَ قصداً عما ورد في كل التفاسير، عن من هم أصحاب هذه القرية هل هي إنطاكية ما هو الدليل؟ بعض روايات بني إسرائيل وما الدليل ؟ هناك دليل ضعيف ودليل قوي من هم المرسلون ما أسماءهم من أرسلهم ؟ هم رسل من عند عيسى بن مريم ياترى ؟ كل هذه متاهات نحن في غنى عنها .
" واضرب لهم مثلا أصحاب القرية إذ جاءها المرسلون(13) "
هنا لنعد قليلاً " إنك لمن المرسلين(3) " يامحمد "على صراط مستقيم(4) تنزيل العزيز الرحيم(5) لتنذر قوما ماأنذر آباؤهم فهم غافلون(6) " حينما أعرضوا عن هذه الرسالات انطبقت عليهم القوانين : " لقد حق القول على أكثرهم فهم لايؤمنون(7) إنا جعلنا في أعناقهم أغلالا فهي إلى الأذقان فهم مقمحون(Cool وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لايبصرون(9) " ، هذا كلام نظري وأما التطبيق العملي : واضرب لهم مثلا أصحاب القرية إذا جاءها المرسلون(13) إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما " هنا سؤال: لماذا يكذب الكفار عادة الأنبياء ؟ الأنبياء جاءوا بمنهج ، والمنهج : افعل ولا تفعل ، المنهج فيه أمر ونهي ، وغالبا النواهي تحد من شهوات الكفار، لذلك فالإنسان إذا أقام على شهواته واتبع أهواء نفسه ، اغلب الظن أنه يرفض الهدى والدليل :
فإن لم يستجيبوا لك فاعلم إنما يتبعون أهواءهم
(سورة القصص : الآية 50)
المرابي الذي يصر على أكل الربا ، لن يقنع معك أن الربا حرام ! يحاور ويناقش ويماري ويخادع ، والذي يقيم على معصية من نوع آخر لن يقنع معك .
لذلك لماذا رفض الكفار دعوة الأنبياء ؟ لأنهم مقيمون على المعاصي ، متبعون للشهوات . ومنهج الأنبياء يحد من شهواتهم ويوقفهم عند حدهم ، وكيف يتوازنون مع أنفسهم ؟ لو جاء النبي بمنهج والكافر رأى في هذا المنهج ما يحد من شهواته ، فإذا أقر به وقع في مشكلة مع نفسه ، ماذا ينبغي ان يقول لك ؟ أيها النبي إنك كاذب .
إذاً الكافر حتى ينسجم مع نفسه يكذب دعوة الأنبياء ...! فمنهج الأنبياء يحد من شهواته ولأنه مُصِر على شهواته يرى من السهولة بمكان أن يكذب الأنبياء . فهؤلاء أصحاب القرية شأنهم شأن كل الكفار الذين تشبثوا في الدنيا ، واستحكمت فيهم الشهوات ، وأصروا عليها ، فأعمت أبصارهم فكذبوا الأنبياء واتهموهم بالكذب " إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما فعززنا بثالث " ، انظر التعزيز هو من أسلوب ربنا عز وجل ، فيجعل صديق لك يذكرك بالحق ، هذا أول تنبيه ، ما استجبت ، يرسل لك مشكلة، المشكلة تعزيز ..، تقرأ القرآن ، يقول لك ربنا في القرآن ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا (سورة طه : الآية 124) ، هذا كلام رب العالمين ، تعرض عن ذكر الله، تلقى الحياة الصعبة ، تلقى المعيشة الضنك، فالمعيشة الضنك تعزيز للآية الكريمة ، تغض بصرك عن محارم الله تشعر بسعادة في بيتك، هذه السعادة تعزيز للآية الكريمة ، تكسب مالا حراما فيتلف الله مالك كله ، إتلاف المال تعزيز لقول الله عز وجل ، إذاً دائما أنت مع القرآن والأحداث كلها تعززه ، معنى تعززه أي تؤكده
وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون
(سورة هود : الآية 117)
تستمع إلى قرية دمرها الله بزلزال أو بحرب أهلية ، تجد أن فيها الزنى واللِواط والخمر والمخدرات والدعارة كأن الأحداث تعزز القرآن الكريم ، فربنا عز وجل يستخدم دائما أسلوب التعزيز ، لكن ربنا رحيم ، يبدأ معك بالموعظة النظرية ، يلهم أحدا أن يعظك ، تستمع إلى خطبة ، تجلس في مجلس علم، كلام نظري طيب لطيف ، إن لم تستجب !! يبدأ التعزيز ، في مشكلة ، إن لم تستجب يرفع مستوى المشكلة ، هذا هو العذاب الصعد ، من هو السعيد إذاً ؟ من استجاب لله عز وجل استجابة طوعيه من دون تعزيز ، التعزيز الطبيب ، أحيانا يعطيك عيار خمسين ، لم ينجح ، يعطيك عيار مائة ما أثَّر 200 -500 ألف ، كلما رأى الطبيب أن هذا الدواء لا أثر له في الشفاء يرفع مستوى الفعالية ، هذا هو التعزيز فربنا عز وجل قال:
" إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما فعززنا بثالث "، فكلما الله عز وجل ساق لك دعوة أو أسلوبا ولم تستفد منه ، رفع الله عز وجل المستوى .
لذلك الإنسان كلما ارتقى يفهم على الله بأدنى إشارة ، وإذا كان حسه تلبد، لم يعد يفهم إلا بمرض خبيث ، ما عاد يفهم إلا بمرض عضال ، ما عاد يفهم إلا بإهانة شديدة ، ما عاد يفهم إلا بإفلاس كامل ، المؤمن سريع الفهم، يرى أن الأمور تغيرت ، من الذي غيرها ؟ الله عز وجل
لايغير الله مابقوم حتى يغيروا مابأنفسهم
(سورة الرعد : الآية 11)
يعني أنا أكاد أقول ، كلما رأيت أخا كريما بدأ يفهم على الله ، يعرف هذه من أجل هذه ، أقول له والله فرحت لك وهنيئا لك فهمك على الله لقد قطعت أربعة أخماس الهدى، حينما تفهم كل شيء يسوقه الله لك ، حينما تُفسّر الأشياء تفسيرا إلهيا لا دنيويا ، هذا من نعم الله عليك .
إذاً دائما الله يعزز ، أول شيء يدعوك دعوة لطيفة من خلال صديق ، من خلال أخ ، من خلال أستاذ ، من خلال مدرس ، من خلال خطيب مسجد ، من خلال مقالة تقرأها، يدعوك إليه دعوة لطيفة ، فإن لم تستجب هناك تعزيز ، هناك تضييق ، شبح مصيبة ، فإن لم تستجب مصيبة حقيقية ، فإن لم تستجب مصيبة أعلى ، لن يدعك الله وشأنك لأنه يحبك ولأنه يريدك ولأنه يطلبك ولأنه خلقك ليسعدك ، فأنت مطلوب .
بعض الأقوال المأثورة : ( يا داود لو يعلم المعرضون حبي لهم وانتظاري إليهم وشوقي إلى ترك معاصيهم لتقطعت أوصالهم من حبي ولماتوا شوقا إلي ، يا داود هذه إرادتي في المعرضين فكيف إرادتي في المقبلين ) مع المعرض هكذا .
إذاً : " إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما فعززنا بثالث "، أردت أن أنطلق من كلمة عززنا إلى أسلوب التعزيز الذي يستخدمه الله عز وجل مع عباده ، فأنت كثيراً ما يأتيك دعوة لطيفة : أيام ترى منام ، إذا كنت موفق جدا وحساس جدا وعلى مستوى عالي من الإدراك يكفيك منام تحذيري ، أيام كلمة ، أيام انقباض ، هذا الطريق فيه انقباض لا يحبه الله ، هذه النزهة لا ترضي الله، هذه السهرة لا ترضي الله ، هذه الشركة لا ترضي الله ، هذه الصفقة لا ترضي الله، هذا الدخول لهذا البيت لا يرضي الله ، اللقاء مع فلان لا يرضي الله ، الانقباض إشارة من الله عز وجل ، فإذا الإنسان فهم على الله عز وجل ، هذه نعمة كبيرة ، أيام رؤية ، أيام انقباض ، أيام كلام واضح ، صديقك ينصحك يا أخي أنت أخ مؤمن وهذا الذي أنت فيه لا يرضي الله إحذر ...مادام أنت على مستوى أن تستجيب لنصيحة، لدعوة ، أو لآية كريمة ، أو لحديث شريف ، أو لمنام حقيقي تراه ، فأنت تفهم على الله تماما ، هذه نعمة ، أما الذي لا يفهم إلا بالمشكلة الكبيرة والضيق الشديد والتضييق فهذا حسه متلبد .
أيها الأخوة اسمعوا هذه الكلمة : ( مَنْ لم تحدث المصيبة في نفسه موعظة فمصيبته في نفسه أكبر ) ، هذا الذي تأتيه المصيبة من الرحمن الرحيم ، لتلفت نظره ، لتدفعه ، لتقربه ، لتجعله يتوب ، لتحمله على طاعة الله، لتجعله يزداد من الله قربا وحبا فلا يستفيد منها هو المصيبة ، نفسه هي المصيبة ، " إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما فعززنا بثالث فقالوا جميعا إنا إليكم مرسلون(14) قالوا ما أنتم إلا بشر مثلنا " يعني إذا كان النبي بشرا، يأكل كالبشر ويجوع ويشبع ويعطش ويرتوي ويتعب ويعرق ويحس بالحر ويحس بالبرد ويأوي إلى الظل ويتزوج ، إذا كان الرسول تجري عليه كل خصائص البشر ، هذا مما ينقص قدره !!؟ بالعكس هذا الذي يعلي قدره ، لأن الذي لا يخاف لا يسمى شجاعا ، لو وضعنا في ساحة معركة قطعة خشب ، تبقى واقفة لا تخاف ، ما في إدراك قطعة خشب هل لها فضل أم الإنسان لأنه يخاف وبقي ثابتا وأقبل على العدو فيسمى شجاعا ، لولا أنك تخاف لما كنت شجاعا ، ولولا أنك تجوع لما صرت صائما وصابرا .
فالنبي الكريم لو لم يكن من البشر ولو لم تجري عليه كل خصائص البشر لما كان بهذه العظمة ، لأن لو أن الله عز وجل أرسل مَلَكاً مكانه وقال المَلَكُ يا أيها الناس : غضوا أبصاركم وأنا أغض بصري الجواب أنت مَلَك ولست بشر ، أنت لا تحس بما نحس ، أنت لا تشتهي ما نشتهي ، أنت غير واقعي ، لا يستطيع نبي أن يقنع الناس بأحقية الحق إلا إذا كان من بني البشر، لذلك النبي له مهمتان : المهمة الأولى مهمة ابلاغية وهذه مهمة إذا قيست بالمهمة الأخرى فهي ضئيلة والمهمة الكبرى مهمة القدوة والأسوة . يعني أنت أيها الإنسان مهما كان الكلام دقيق ومنمق وواقعي ومعه أدلة وبراهين وعميق معه تحليل ، إن لم تجده مطبقا بالحياة فلاقيمة له ، يقول لك كلام بكلام ، حكي !! لكن إذا رأيت إنسانا يضحي فعلا ، إن رأيت إنسانا وقافا عند كلام الله ، ينفذ وعده ، وقد كلفه ذلك ثمنا باهظا ، إن رأيت منصفا ، إن رأيت من يقول الحق ولو كان مرا، عندئذ تخشع ، لا يستطيع أحد أن يلفتك إليه إلا بأعماله لا بأقواله ، لذلك الأنبياء كانوا قدوة ، معهم منهج ، وقد طبقوا هذا المنهج ، لولا أنهم طبقوا هذا المنهج ، لا قيمة لهذا المنهج ، المناهج لا قيمة لها من دون تطبيق.
فمهمة النبي أنه قدوة وأسوة ومثل أعلى أبلغ بكثير من مهمته كمبلغ ، والدليل بعد الأنبياء والرسل آلاف آلافُ آلاف الدعاة والمتكلمون والخطباء والعلماء والكتاب والمؤلفون لماذا لم يؤثروا في الناس لأنهم في واد وكتاباتهم في واد ، الإنسان إذا لم يطبق المنهج لا قيمة لمنهجه إطلاقا ، فلولا أنه بشر تجري عليه كل خصائص البشر،
مثلاً دخل النبي على زوجته السيدة عائشة جاءها طبق من عند إختها صفية ، طبق طعام، أصابت الغيرة السيدة عائشة ، فألقت الطبق على الأرض فجاء مهشما ، أليس هذا فيه استفزاز للنبي عليه الصلاة والسلام، أليس بإمكانه أن يفعل كذا وكذا !؟ خرج من البيت وقال غضبت أمكم غضبت أمكم . هذا الموقف الكامل . الله جعله أسوة لنا .
يعني إذا الزوجة أصابتها الغيرة ، قل غضبت أمكم غضبت أمكم انظر الموقف اللطيف الكامل ، دخل المعركة وجرحت وجنته وكسرت ثنيته تجري عليه كل خصائص البشر ، تزوج زوجات عديدات لسن في المستوى المطلوب كبيرات في السن ولهن أولاد و ثيبات لأسباب ترضي الله عز وجل ، ألا يشتهي الأبكار يشتهيها لأنه من بني البشر ، يعني كل عظمته وكل فضله وكل كماله لأنه بشر ولأنه تجري عليه خصائص البشر. وأنت إن لم تجع فلست صابرا وإن لم تخف فلست شجاعا وإن لم تحب المال فلست سخيا لماذا فلان سخي ؟ يعاكس ما جبل عليه زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث (سورة آل عمران : الآية 14) ، هذه الشهوات نرقى بها إلى رب الأرض والسماوات .
إذاً كل من يقول هو بشر نعم وأكرم به من بشر ، ولأنه بشر كان سيد البشر ولأنه بشر كان سيد الخلق ولأنه بشر كان حبيب الحق ولن يكون عظيما إن لم يكن بشراً
قل إنما أنا بشر مثلكم
(سورة الكهف : الآية 110)
أي تجري علي كل خصائص البشر ،
عن أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ كَانَتْ عِنْدَ أُمِّ سُلَيْمٍ يَتِيمَةٌ وَهِيَ أُمُّ أَنَسٍ فَرَأَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْيَتِيمَةَ فَقَالَ آنْتِ هِيَهْ لَقَدْ كَبِرْتِ لا كَبِرَ سِنُّكِ ..... فَقُلْتُ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ أَرْضَى كَمَا يَرْضَى الْبَشَرُ وَأَغْضَبُ كَمَا يَغْضَبُ الْبَشَرُ فَأَيُّمَا أَحَدٍ دَعَوْتُ عَلَيْهِ مِنْ أُمَّتِي بِدَعْوَةٍ لَيْسَ لَهَا بِأَهْلٍ أَنْ يَجْعَلَهَا لَهُ طَهُورًا وَزَكَاةً وَقُرْبَةً يُقَرِّبُهُ بِهَا مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ......... *

هو محمد بشر وليس كالبشر فهو ياقوتة والناس كالحجر

الياقوت حجر ولكنه ليس حجراً عادياً ، يقال قطعة صغيرة من الألماس ثمنها 100 ألف 500 ألف 5 ملايين ثمن قطعة صغيرة جدا ، وتلاقي بالمقابل حجار في بعض السهول عدد الحصى ، محمد بشر وليس كالبشر، يعني أنت تجوع تصبر ، تحس بالحر إذا كنت بالحج حر شديد فلأنك بشر والحر شديد وأنت صابر ، تلبي دعوة الله عز وجل لبيت نداء الله عز وجل هذا الذي يرقى بك ، إنك تحس بالحر تحس بالجوع في رمضان في الصيف تحس بالعطش ، إذا استفزك إنسان ولأنك تغضب وكظمت غيظك لذلك ترقى .
" قالوا ما أنتم إلا بشر مثلنا " نعم بشر ، لولا أن الرسول بشر لما أقنعنا بهذه الرسالة لأن النبي قدوة لنا ، " وما أنزل الرحمن من شيء " حتى يتوازن الكفار لأنهم مقيمون على شهواتهم ، لأنهم مصرون عليها ، كذبوا الرسل وقالوا " ما أنزل الرحمن من شيء وإن أنتم إلا تكذبون(15)"
ويا أيها الأخوة الأكارم : من نعم الله علينا أن الله يعلم ، قد تكون بريئا وتتهم ، قل الله يعلم ، قد تكون صادقا وتتهم بالكذب قل الله يعلم ، قد تكون ناويا للخير ويأتيك من يشكك في نواياك قل الله يعلم ، قد يُطْعَنُ فيك وأنت عفيف لكنك إذا عرفت نفسك ماضرتك مقالة الناس بك، أنت احرص على أن تَجِبَّ عن نفسك الغيبة ، لكن إذا كنت حريصا والناس اتهموك والله يعلم إنك بريء فلا ضير عليك .
يعني مع الله عز وجل لا تحتاج إلى يمين تحلف له ، يعرف ، ولا حتى لإيصال ... معي إيصال يا ربي ..أي إيصال هذا !! يعرف إنك أنفقت هذا في سبيل الله ، يعرف كل إنفاقك كل نواياك ، مواقفك ، كل ورعك ، كل مطالبك ، فلذلك الحمد لله على وجود الله ، الحمد لله على أن الله يعلم ، كم من متهم وهو بريء !؟ كم من مكذب وهو صادق !؟ كم من مطعون فيه وهو نقي !؟ كم من متهم بما هو شائن وهو عفيف !؟ لذلك كلام لطيف ،
" ربنا يعلم إنَّا إليكم لمرسلون(16) "
أنتم تقولون إنَّا كاذبون لكن الله يعلم وكفانا راحة وطمأنينة أن الله يعلم ،
" قالوا ربنا يعلم إنا إليكم لمرسلون(16) وما علينا إلا البلاغ المبين(17) "
أنت مخيّر ، الإنسان مخير ، كثير من الإخوان يسألني ماذا أفعل ، مالي إلا نصحه ، لأنه مخيّر .
أيام قد يكون لك ابن أو قريب أو شريك منحرف ، ماذا يفعل؟ ، ماذا أفعل ، انصحه إذا النبي وعظمته الله عز وجل قال:
ليس عليك هداهم
(سورة البقرة : الآية 272)
أي لست مسؤولا عنهم والآية الثانية

إنك لاتهدي من أحببت
(سورة القصص : الآية56)
لا تستطيع ، الإنسان لأنه مخير ، فكل إنسان له اختيار ، ليس لك إلا ان تنصح ، إلا أن تبين، إلا أن توضح، إلا أن تأتي بالبراهين بالأدلة ، وعلى الله الباقي ، أنت عليك النصح .
وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها
(سورة طه : الآية132)
بيّن لفلان أنه على خطأ وبين له الدليل ، بين حكم الله عز وجل ، أما إنسان يقدر أن يلقي الهدى بقلب إنسان فهذا شيء فوق طاقة البشر ، وحتى ليس في إمكان الأنبياء، كل إنسان أعطاه الله إختيار ، فالنبي يبين ، يؤدي ، اللهم نشهد أنك بلغت الرسالة وأديت الأمانة لكن من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها ، فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلأنفسهم يمهدون(سورة الروم : الآية 44)
فالقضية متعلقة بك .
فالآية لطيفة جدا "
قالوا ربنا يعلم إنا إليكم لمرسلون(16) وما علينا إلا البلاغ المبين(17) قالوا إنا تطيرنا بكم "
إنَّا تشاءمنا منكم ، التشاؤم كلام فارغ ، كلام فارغ مضحك ، في ناس يتشاءمون من يوم الأربعاء أو من رقم 13 أو دخل شخص على المحل ففشلت البيعة ، قدمه شؤم ، كله كلام فارغ ، " قالوا إنا تطيرنا بكم " تشاءمنا منكم ، فقدوا الحجة ، الإنسان يلجأ للخزعبلات وللأباطيل وللترهات والأوهام متى ؟ إذا فقد الحجة ، " تطيرنا بكم " تشاءمنا منكم " لئن لم تنتهوا لنرجمنكم وليمسنكم منا عذاب أليم(18) " .
بالمناسبة إذا في حوار بين شخصين من هو الضعيف في النقاش هو الذي يسب ، حينما يلجأ الإنسان للسباب فهو ضعيف في النقاش ، يقول كذاب ، كلمة كذاب دليل ضعف النقاش ، والأشد ضعفاً أن تضربه ، تفقد الحجة الكلية عندها تهجم ، لو معك حجة !...جاء بالبيان ائته ببيان آخر ، جاء برأي بين له حقيقة الرأي ، الإنسان قوي بالمنطق ، قوي بالحجة ، قوي بالعلم ، إذا ضعفت حجته وعلمه ضعف ، يلجأ للسباب، فالسباب سلاح الضعيف ، والضرب سلاح الأضعف ، درجتين : أولا الخرافات " تطيرنا بكم " تشاءمنا منكم ، يكون واحد تدعوه للصلاة يصلي يقول : ( والله بعد ما صليت الأمور ساءت ، الغلة قلت ، بالمحل الناس عم يخانقوا على طول ما بدي هالدين كله ) ، الإنسان عندما يريد الحق يريده بشكل مضحك ، بشكل خرافي ، ثم يلجأ للسباب دجال كذاب إلخ ، إذا كان شاف في إصرار وكان قوي يلجأ للضرب قالوا " إنا تطيرنا بكم لئن لم تنتهوا لنرجمنكم لنقتلنكم وليمسنكم منا عذاب أليم(18) " .
العلماء قالوا " العذاب الأليم هو التعذيب قبل القتل " ، سلخ الجلد مثلا ، بقر البطن ، قلع العينين ،
" لئن لم تنتهوا لنرجمنكم وليمسنكم منا عذاب أليم(18) ".
ياأيها الأخوة الأكارم : سورة يس هي قلب القرآن قالوا
" طائركم معكم "
والله على هذه الكلمة تكتب مجلدات خيرك منك وشرك منك ، كل شيء خارجي بريء ، إذا أصابك الخير فمن حسن استقامتك ومن نواياك الطيبة ، من إخلاصك من حبك لله من التزامك لأمر الله ، وإن أصابك الشر فمن تقصير ، من ذنب .
وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم
(سورة الشورى : الآية30)
الإنسان لا يتشاءم ، التشاؤم لا معنى له ، خيرك منك وشرك منك، النبي الكريم بحديث موجز قال: " لا يخافن العبد إلا ذنبه "، لا تخاف أحد لأن أي أحد بيد الله ، لا تخاف من الشريرين الأشرار بيد الله ، الأشخاص المخيفون بيد الله ، الحيوانات المفترسة بيد الله ، حتى الأخطار في الطرقات بيد الله، أخي هذا السائق نام فاصطدم بنا ! ، أرواحنا بيد الله ، لا بيد السائق
لكل شيء حقيقة وما بلغ عبد حقيقة الإيمان حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطئه لم يكن ليصيبه ، شوف دقة الفكرة كل شيء مخيف بيد الله ،
أطع أمرنا نرفع لأجلك حجبنا فإنا منحنا بالرضا من أحبنا
ولذ بحمانا واحتمي بجنابنـا لنحميك مما فيه أشرار خلقنا
في أشخاص شريرون مخيفون ، أقوياء جبابرة ، بطاشون لا يخافون الله، لا يرحمون ، يعني ليس في قلبهم رحمة إطلاقا .
من علامات الساعة : أن ينزع الحياء من وجوه النساء وتذهب النخوة من رؤوس الرجال ، وتنزع الرحمة من قلوب الأمراء ، ما في رحمة ولا حياء ولا نخوة نساء كاسيات عاريات وأزواجهن يفتخرون بهن فلذلك " طائركم معكم " ، خيرك منك وشرك منك ، الشر من الذنب ، لا يخافن العبد إلا ذنبه ، صار في تقصير دائما خذ النصيحة كلما أصابك شيء لا ترضى عنه فاتهم نفسك اسمعوا الحديث القدسي :
عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ ضَالٌّ إِلا مَنْ هَدَيْتُهُ فَسَلُونِي الْهُدَى أَهْدِكُمْ ....... وَلَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَحَيَّكُمْ وَمَيِّتَكُمْ وَرَطْبَكُمْ وَيَابِسَكُمُ اجْتَمَعُوا عَلَى أَتْقَى قَلْبِ عَبْدٍ مِنْ عِبَادِي مَا زَادَ ذَلِك فِي مُلْكِي جَنَاحَ بَعُوضَةٍ وَلَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَحَيَّكُمْ وَمَيِّتَكُمْ وَرَطْبَكُمْ وَيَابِسَكُمُ اجْتَمَعُوا عَلَى أَشْقَى قَلْبِ عَبْدٍ مِنْ عِبَادِي مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِنْ مُلْكِي جَنَاحَ بَعُوضَةٍ وَلَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَحَيَّكُمْ وَمَيِّتَكُمْ وَرَطْبَكُمْ وَيَابِسَكُمُ اجْتَمَعُوا فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ فَسَأَلَ كُلُّ إِنْسَانٍ مِنْكُمْ مَا بَلَغَتْ أُمْنِيَّتُهُ فَأَعْطَيْتُ كُلَّ سَائِلٍ مِنْكُمْ مَا سَأَلَ مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِنْ مُلْكِي إلا كَمَا لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ مَرَّ بِالْبَحْرِ فَغَمَسَ فِيهِ إِبْرَةً ثُمَّ رَفَعَهَا إِلَيْهِ ذَلِكَ بِأَنِّي جَوَادٌ مَاجِدٌ أَفْعَلُ مَا أُرِيدُ عَطَائِي كَلامٌ وَعَذَابِي كَلامٌ إِنَّمَا أَمْرِي لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْتُهُ أَنْ أَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ......*
كما أن الله عز وجل يعطي فيدهش كذلك يأخذ فيدهش ، حدثني أخ كريم : شخص معه مئات الملايين ، الآن لا يوجد معه ثمن رغيف خبز يتكفف الناس ممكن ، لأنه إذا أعطى أدهش وإذا سلب أدهش ، في الحالتين : طائركم معكم القاعدة من وجد خيرا " الخير بيدي والشر بيدي ذلك لأن عطائي كلام وأخذي كلام "، دققوا الآن : فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه " ، فكل إنسان أصابه شيء لم يعجبه ، الله غني عن تعذيبه غني عن ظلمه ، يدقق هل في دخله مال حرام ، في بالعلاقات: علاقات غير شرعية ، في ندواته ، بسهراته ، بنزهاته ، ببيعه بشرائه في غش ، في كذب ، في احتيال؟ مثلاً هذا دفَّعنا 500 ألف ، الله لايوفقهم ، ليش انظر أنت ماذا فعلت ، لأن ذلك مثل الذباب يأتي مكان القذر ، فدائما أنت ابحث عن المعصية !.. بالأمن الجنائي عندهم قاعدة كل ما شافوا جريمة يقولوا : ابحث عن المرأة ، أنا أعطيتهم قاعدة أخرى دينية : ابحث عن المعصية ، أين في معصية شيء ؟ ما أعجبك واحد ، أهانك ، مال ذهب منك بشيء مزعج ، ابحث عن المعصية ، ابحث عن كلمة قلتها متجبرا ، لعل الله أدبك بها ،
أخ كريم حكى لي : شخص دخل على معمله يريد قطعة أو قطعتين من إنتاجه ، هو يبيع مائتا دزينة ، وجدها إهانة له ، قال ما ببيع مفرق بانزعاج ، قال أمرك ، خاطرك !! يقول هذا الأخ 23 يوم لم يدخل واحد لمعمله ليشتري ، الله أدبه ، يعني ترفع عن بيعة شخص فقير الله أدبه ، فالله عز وجل إذا رأيت شيء ما عجبك ابحث عن المعصية اتهم نفسك، الله غني عن تعذيبنا ، وغني عن إيلامنا ، وغني عن مضايقتنا ، لكن الله عز وجل يحب أن نكون كُمَّل ، فإذا كان في خطأ لسان حال المؤمن يقول: اللهم عالجني قبل أن أموت ، لاتمتني قبل أن ترضى عني .
المؤمن الصادق يتمنى أنه في الدنيا الله يعالجه ويهذبه ويكمله ، حتى إذا جاء ملك الموت استحق الجنة فورا ، " قالوا طائركم معكم " ، هذه الآية يجب أن يُكتب عليها مجلدات : خيرك منك وشرك منكم .
لا تتشاءم ولا تقول فلان : هذا البيت شؤم ، إذا أنت طبعا اخترته في حي ساقط طبعا شؤم صار هذا ذنبك ، هذه الزوجة شؤم ، النبي قال شؤم في الزوجة إذا اخترتها لجمالها ولم تعبأ بأخلاقها ودينها هذا ذنب من ذنوبك تحَمَّل إذاً ! ... إياكم وخضراء الدمن ... بيت في حي ساقط في حي فيه أجانب معاصيهم كثيرة جدا، سهراتهم حمراء انحرافاتهم مكشوفة ، طبعا إذا كان عندك أولاد ، عندك فتيات ابحث عن حي محافظ، الشؤم في البيت وفي المرأة وفي الفرس هذا شؤم أساسه معصية ، أما " طائركم معكم " يعني خيرك منك وشرك منك ، " أئن ذكرتم " يعني يا أهل هذه القرية ، يا أصحاب القرية ، تتوعدوننا أن ترجموننا وأن يمسنا منكم عذاب أليم لأننا ذكرناكم ، أئن ذكرتم ، كل هذا الوعيد والتهديد لأننا ذكرناكم ، يعني هذا جزاء الإحسان، وهذا الذي يقع ، كيف بكم إذا أصبح المعروف منكرا والمنكر معروفا ، الفسق والفجور مقبول ، أما التدين غير مقبول ، المعاصي كلها مقبولة ، يقول سبور أما الطاعات مرفوضة ، يقول أصلي كيف بكم إذا أصبح المعروف منكرا والمنكر معروفا ، كيف بكم إذا أمرتم بالمنكر ونهيتم عن المعروف ، كيف بكم إذا خوَّن الأمين وأؤتمن الخائن ، وكُذب الصادق وصدق الكاذب ، طبعا هذا من مفارقات الحياة ، إذا كان أمراءكم خياركم وأغنياءكم سمحاءكم وأمركم شورى بينكم فظهر الأرض خير لكم من بطنها ، وإذا كان أمراءكم شراركم وأغنياءكم بخلاءكم وأمركم إلى نسائكم فبطن الأرض خير لكم من ظهرها .
سورة يس كما تكلمنا في الدرس الماضي ، من السنة أن تقرأها كل يوم ، فإذا كان واحد ماشي في الطريق ، عوضاً أن ينظر في المحلات يقرأ سورة يس ، راكب بالسيارة إلى بيته ذاهب كلها ست صفحات يقرأها، عوّد نفسك تقرأها باليوم مرة أو مرتين والأكمل مرتين ، إن قرأتها صباحا فأنت في سرور حتى المساء ، وإن قرأتها ليلا فأنت في سرور حتى الصباح ، لأنه فيها آيات دقيقة : " قالوا طائركم معكم أئن ذكرتم " ، كل هذا التهديد والوعيد لأننا ذكرناكم ، " بل أنتم قوم مسرفون(19) " هذا إسراف ، إسراف العدوان ، واحد نصحك قدم لك النصيحة ، أراد لك الهداية ، أراد لك الرشاد ...هناك صنف آخر ، هؤلاء أصحاب القرية رفضوا دعوة الأنبياء .
الصنف الآخر : " وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى " استفاد من هذه الدعوة ، الله يجزيه الخير ، الله عز وجل أكرمنا في هذه الدعوة كنا في ضلال فاهتدينا ، كنا في شقاء فسعدنا ، كنا في حيرة فوجدنا أنفسنا عرفنا قيمتنا ، عرفنا مهمتنا ، عرفنا أننا مكلفون ، عرفنا ربنا ، عرفنا ماذا ينتظرنا من نعيم مقيم ، ماذا ينتظرنا من عذاب أليم لو حدنا عن طريق الحق ، " وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى قال ياقوم اتبعوا المرسلين(20) " ، هنا في حركة للإنسان ، آمن فتحرك ، ما بقي قاعد ، تجد شخصاً قانع بالحق وقاعد ببيته ، لا منه خير ولا شر ...! تحرك حركة ، تكلم كلمة ، انصح أخوك ، انصح ابن أخوك ، اعمل درس صغير لأولادك ، لك جيران ولك شركاء ولك أقرباء ، لك أخوات بنات ، اعمل كلمتين ثلاثة ، زرهم بالأسبوع مرة ، فسر آية سمعتها من خطيب مسجد ، ما في شيء غير تجارته ، بيعه وشراءه ، !! والناس يقول عنهم في فساد عام لا حول ولا قوة إلا بالله ، ليس لك حركة ! ليس منك شيء أبداً .
انظر : " وجاء من أقصى المدنية رجل يسعى " هذه الحركة دليل الإيمان والهدى ، أنت إذا مؤمن يجب أن يكون لك نشاط ، لك دعوة إلى الله عز وجل ! تسمع دروس من عشرين سنة ، من 15 سنة ، من 10 من 5 من سنتين ، لم يأن الأوان أن تلقي وتعطي ، أخْذَ أخْذ إلى متى تأخذ ؟ يجب أن يظهر لك تأثير في أولادك ، في أسرتك ، في زوجتك ، في جيرانك ، في أخواتك البنات ، في أخواتك الذكور ، فيمن يلوذ بك ، في عمالك ، في موظفيك ، انصح ، وَجِّهْ ، بَيِّنْ تفسير آية ، تفسير حديث انظر إلى هذا الرجل سمع الحق فانطلق إلى أصحاب هذه القرية " وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى قال يا قوم اتبعوا المرسلين(20) " من هم ؟ الصادقون ، " اتبعوا من لا يسألكم أجرا وهم مهتدون(21) " كل إنسان له هدف ، إن كان مادي يريد أجراً ، وإن رأيته منزه عن الأجر معناها هو يبتغي ما عند الله من أجر ، أما إنسان يتحرك بلا ثمن فلا تصدق ! حتى المؤمنون ، لكن المؤمنين يبتغون عند الله الأجر ، يتعب معك ، يجلس معك ، يبذل الوقت ، يبذل ماله ، أحيانا يبذل خبرته ، يبذل الجهد الكبير فإذا اهتديت يبتغي عند الله الأجر، يبتغي عند الله الثواب ، يبتغي أن يرضى الله عنه ، أن يكون عند الله مقربا .
فكل إنسان يترفع عن الماديات ، " قال يا قوم اتبعوا المرسلين(20) اتبعوا من لا يسألكم أجرا وهم مهتدون(21) " هي علامة هذه علامة في القرآن الكريم ، قطعية الدلالة على أن أهل الحق يترفعون عن كل أجر ، لا معنوي ولامادي ولا قريب ولا بعيد ولا كبير ولا صغير ، لا يبتغي إلا رضاء الله عز وجل، إلهي أنت مقصودي ورضاك مطلوبي ،
" قال يا قوم اتبعوا المرسلين(20) اتبعوا من لا يسألكم أجرا وهم مهتدون(21) "
السيدة بلقيس عرفت ذلك :

وإني مرسلة إليهم بهدية فناظرة بم يرجع المرسلون

(سورة النمل : الآية 35)
فإذا قبلوها ورحبوا بها فهم كاذبون ، وإن رفضوها فهم مرسلون ، ثم يقول هذا الرجل بأسلوب ذكي جدا ، بأسلوب تربوي ، أيام أنت تريد ان تنصح إنساناً: استقم ، آمن بالله عز وجل ، هذه التجارة كلها حرام ، اتركها!! عمل عليه واعظ ...!؟ هناك طريق لطيف يقول : يا أخي أنا فكرت بمستقبلي وجدت مستقبلي مع الله ، وجدت عند الموت لا ينفعني إلا عملي الصالح ، بدل أن توجه الكلام للطرف الآخر ، اذكر للطرف الآخر ما فعلته بنفسك أنت ، هذا أسلوب لطيف ليس فيه إحراج ، يقول هذا الرجل " ومالي لا أعبد الذي فطرني وإليه ترجعون(22) أأتخذ من دونه آلهة إن يردن الرحمن بضر لا تغني عني شفاعتهم شيئا ولا ينقذون(23)".
يعني إذا الله عز وجل أراد لإنسان شيء مزعج أو مرض عضال أو مشكلة في كرامته، إهانة ، حجز حرية ، إفقار، من يستطيع أن ينقذك ؟ أقرب الناس إليك يزورك ، يقول والله قلبنا عندك، أكثر شيء يحضر باقة ورد ، الإنسان بكون عم يتلوى من الألم وخايف وآلام نفسية ، العواد يقدمون له كلام لطيف وهدية متواضعة وانتهى الأمر إن يردن الرحمن بضر لا تغني عني شفاعتهم شيئا ولا ينقذون(23) .
كما قلت لكم سابقا ، الحسن البصري كان عند والي البصرة ، جاءته رسالة من يزيد ، يبدو أن فيها توجيه لا يرضي الله عز وجل ، فسأل الحسن البصري ماذا أفعل ؟ فقال له كلمة ، هذه الكلمة تكتب بماء الذهب ، قال " إن الله يمنعك من يزيد لكن يزيد لا يمنعك من الله " ، طبقها بكل حياتك ، قال واحد لك اعمل هيك وهو قوي ، قُل أنت : إذا كنت نفذت أمره والله أراد أن يعاقبني ، لا يمكن لهذا الشخص أن يوقف العقوبة ، لكن إذا نفذت أمر الله عز وجل ، وغضب ، الله يحميني منه ، هذا مبدأ .
يا أخوان : كلما وجدت توجيه بشري يتناقض مع توجيه إلهي لا تعبأ بكلام البشر ، لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ، قل : إن الله يمنعني من فلان لكن فلان لا يمنعني من الله ، أكثر المعاصي تكون من ضغط من إنسان قوي ، يكون جاهل ، قل إن الله يمنعني من فلان لكن فلان لا يمنعني من الله
"ومالي لا أعبد الذي فطرني وإليه ترجعون(22) أأتخذ من دونه آلهة إن يردن الرحمن بضر لاتغني عني شفاعتهم شيئا ولاينقذون(23) إني إذا لفي ضلال مبين(24) "
هذا الرجل آمن بهؤلاء الرسل وانطلق إلى أصحاب هذه القرية يدعوهم إلى الإيمان وقال هذا الكلام ، لكنهم قتلوه .
إسمعوا : " إني آمنت بربكم فاسمعون(25) قيل ادخل الجنة ، بدل أن يدعو عليهم ، قال ياليت قومي يعلمون(26) بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين(27) " فالإنسان حينما يطّلع على مقامه في الجنة يقول : لم أر شرا قط في حياتي .مركز الثقل بالآية هو: " إن يردن الرحمن بضر لاتغني عني شفاعتهم شيئا ولاينقذون(23) " ، أقل مثل : هو وزوجته لو أنها ضغطت عليه ليعصي الله ليؤمن لها حاجة بدخل غير مشروع ، لو أن الله أراد أن يعالجه ، هل تمنعه الزوجة؟ أما لو غضبت ، الله يرضيها ، هي قاعدة أساسية في حياتنا كلما جاءك ضغط لتعصي الله قل : إن الله يمنعني من فلان لكن فلان لا يمنعني من الله ، فهذا المؤمن لا تأخذه في الله لومة لائم ، لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ، السيد الصديق قال : أطيعوني ما أطعت الله فيكم فإن عصيت ....
فالمؤمن لا يقبل أي ضغط ، يرى أن الله هو كل شيء وأن الخير كله بيده وأنه يصرف عنه كل شر ، فأنت اعمل لوجه واحد يكفيك الوجوه كلها .
الشيء المهم أن المؤمن حينما يأتيه ملك الموت ويرى ما أعد الله له من نعيم مقيم قيل يعرق .. عرق الخجل كل المتاعب ينساها حتى لو أنه قتل،هنا قتلوه ولكن لما الله عز وجل أراه مقامه في الجنة :
" قيل ادخل الجنة قال ياليت قومي يعلمون(26) بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين(27)
لو علموا هذا ماقتلوني ، لاستجابوا إلي ... هؤلاء القوم الذي كفروا
" وماأنزلنا على قومه من بعده من جند من السماء وما كنا منزلين(28) "
هم أهون على الله من أن يعذبهم بجنود من السماء عذبهم بصيحة واحدة
إن كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم خامدون(29)
يعني الله عز وجل قوله كن فيكون ، زل فيزول ، مافي حاجة لجند من السماء
" إن كانت إلا صيحة واحدة "
تجد شخص ملئ السمع والبصر ، قلب ومات بلا سبب ، يقول سكتة دماغية ، خير إن شاء الله، سكتة قلبية خير إنشاء الله، موت مفاجئ ، هي صيحة واحدة
" إن كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم خامدون(29) يا حسرة على العباد

حينما يموت الإنسان عاصيا أو كافرا أو رافضا دعوة الرسل ، يتولد عنده حسرة لو وزعت على أهل بلد لكفتهم ... قيل الكافر إذا رأى مكانه في النار يصيح صيحة لو سمعها أهل الأرض لصعقوا لهولها
" يا حسرة على العباد مايأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزؤون(30) ألم يروا كم أهلكنا قبلهم من القرون أنهم إليهم لايرجعون(31)
أين عاد وثمود أين الفراعنة أين الرومان؟ الذي عتوا وبغوا واستطالوا واستعلوا وكفروا أين هم الآن ؟ أحاديث ، الله قال:
فجعلناهم أحاديث
(سورة المؤمنون : الآية 44)
" وإن كل لما جميع لدينا محضرون(32) "

إنا إلينا إيابهم ثم إنا علينا حسابهم

(سورة الغاشية : الآيات 25-26)
فهذا مثل حقيقي ، هؤلاء الرسل الذين رفضوا دعوتهم
إن كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم خامدون(29)
أهلكوا ، وما بعد الموت أشد من الموت ، والذي آمن وقتل الله أكرمه بالجنة ، فلما رأى مقامه في الجنة
" قال يا ليت قومي يعلمون(26) بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين(27) ".
فأول السورة دعوة نظرية ، وهذا مثل عملي :
واضرب لهم مثلا أصحاب القرية "
الذين استجابوا ما مصيرهم ؟ والذين لم يستجيبوا ما مصيرهم؟ قُتِلوا فدخلوا الجنة ، وكَذَّبوا فجاءتهم صيحة واحدة فإذا هم خامدون .

والحمد لله رب العالمين .

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابو اسلام
مراقب
مراقب
ابو اسلام


تاريخ التسجيل : 17/08/2009
تاريخ الميلاد : 05/12/1982
العمر : 41
عدد المشاركات : 1554
نقاط : 56761
الجنس : ذكر
من أين علمت عن المنتدى : تفسير سورة يس الجزء 2 Untitl72
أعلام الدول : تفسير سورة يس الجزء 2 Female56

تفسير سورة يس الجزء 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة يس الجزء 2   تفسير سورة يس الجزء 2 Emptyالخميس مايو 20, 2010 10:40 am

مشكوره جداااااااااا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
تفسير سورة يس الجزء 2
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات القدس الإسلامية :: الســـــــــــــــــــاحة القرآنيــــــــــــــــــة :: منتدى تفسير القرآن الكريم وعلومه وأحكام التجويد-
انتقل الى: